قصة عجيبة .. سبحان الله
سمعتها من الشيخ صالح المغامسي -حفظه الله وبارك في عمره-
جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
وكان الرجل معه ابنه
وليس هناك فرق مابين الابن وأبيه
فتعجب عمر قائلا : والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجبا
ما أشبه أحد أحدا أنت وابنك إلا كما أشبه الغراب الغراب
-والعرب تضرب في أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه-
فقال له يا أمير المؤمنين : كيف لو عرفت أن أمه ولدته وهي ميتة
فغير عمر من جلسته وبدل من حالته
-وكان رضي الله عنه وأرضاه يحب غرائب الأخبار-
قال : أخبرني
قال : يا أمير المؤمنين كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملا به
فعزمت على السفر فمنعتني
فلما وصلت إلى الباب ألحت علي أن لا أذهب
قالت : كيف تتركني وأنا حامل
فوضعت يدي على بطنها وقلت : اللهم إني أستودعك غلامي هذا ومضيت
- وتأمل بقدر الله لم يقل : وأستودعك أمه -
وخرجت فمضيت وقضيت في سفري ماشاء الله لي أن أمضي وأقضي
ثم عدت فلما عدت فإذا بالباب مقفل
وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي
ويخبرونني أن زوجتي قد ماتت
فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون
فأخذوني ليطعموني عشاءا أعدوه لي
فبينما أنا على العشاء
إذا بدخان يخرج من المقابر
فقلت : ما هذا الدخان
قالوا : هذا الدخان يخرج من مقبر زوجتك كل يوم منذ أن دفناها
فقال الرجل : والله إنني لمن أعلم خلق الله بها كانت صوامة قوامة عفيفة لا تقر منكرا وتأمر بالمعروف
ولا يخزيها الله أبدا
فقام وتوجه إلى المقبرة وتبعه أبناء عمومته
قال : فلما وصلت إليها يا أمير المؤمنين أخذت أحفر حتى وصلت إليها فإذا هي ميتة جالسة وابنها هذا الذي معي حي عند قدميها
وإذا بمناد ينادي : يامن استودعت الله وديعة خذ وديعتك
قال العلماء : ولو أنه استودع الله جل وعلا الأم لوجدها كما استودعها لكن ليمضي قدر الله
لم يجر الله على لسانه أن يودع الأم